السبت، 24 مايو 2014

صور فيلات مبارك


انفراد..صور فيلات مبارك.. أدلة إدانة جديدة بقضية قصور الرئاسة..الصور تكشف كيف سخر مبارك وزراءه لخدماته الشخصية وإبراهيم سليمان نموذجا .. أجهزة سيادية راقبت الرئيس الأسبق بعد انكشاف إهداره للمال العام

السبت، 22 فبراير 2014 - 07:34




سوزان مبارك أمام إحدى الفيلات

انفراد محمود سعد الدين



◄وزير الإسكان الأسبق أشرف على تنفيذ الفيلات واصطحب سوزان مبارك إلى شرم الشيخ ليطلعها على عمليات التشطيب

ما الذى يجب على الإنسان أن يفعله ليحصل على فيلا كهذه؟.. فيلا يشرف على تنفيذها وزير الإسكان الأسبق، ووزير الإسكان الحالى، ويبدو فيها بيت الكلاب حلمًا بعيد المنال لملايين المواطنين المصريين الباحثين عن شقة 67 مترًا «إسكان جديد» فى قرعة قد تمتد 15 عامًا.









الصور التى أمامك الآن ليست مجرد مبان صماء، بل هى تجسيد حقيقى لما يفعله الاتحاد بين غول السلطة ووحش المال، هذه الفيلات هى ابن غير شرعى لنظام أعطى ظهره للغارقين فى مياه الصرف بمساكن العشوائيات، والملتحفين بالعراء فوق الأسطح، وجيران الأموات فى أحواش القبور، لينظر فقط لنفسه فى مرآة الطمع مستمتعًا بما يستطيع فعله بهذه القوة.









«اليوم السابع» تنفرد بنشر أول صور من داخل فيلات مبارك ونجليه علاء وجمال بشرم الشيخ، وأول صور لسوزان مبارك داخل الفيلات خلال عمليات التشطيب، وأول صور لإبراهيم سليمان وهو يشرف بنفسه على عمليات تنفيذ أعمال البناء بالفيلات، وينصت إلى تعليمات «سيدة القصر» سوزان مبارك، ويطبق أوامرها، ويرافقه فى ذلك المهندس إبراهيم محلب، رئيس شركة المقاولون العرب آنذاك، وزير الإسكان الحالى.









الصور التى بين يديك تعكس كيف ترك وزير الإسكان الأسبق محمد إبراهيم سليمان كل مسؤولياته، وجميع المشاكل التى تئن تحتها عشوائيات مصر وقراها الفقيرة الخالية من أى بنية تحتية وخدمات طرق ومياه، ليتفرغ فقط للإشراف على عمليات تنفيذ فيلات مبارك بشرم الشيخ فى كل المراحل، بداية من إزالة الصخور الحجرية على الشاطئ، مرورًا بوضع الأساس والتشطيبات بالديكورات والفرش، وانتهاء بالحرص على راحة كلاب السيد الرئيس والسيدة حرمه سوزان مبارك.









إن راودك السؤال التقليدى: لماذا تأخرت تلك الصور فى الظهور للرأى العام رغم أهميتها؟، فأعلم أنها كانت بين يد أمينة تخاف على مصلحة البلاد، أجهزة سيادية أرادت أن تواجه الفساد ولا تزال، لكن ظهرت معوقات حالت دون الكشف عنها بالطرق الرسمية، فما كان إلا طريق الإعلام الذى ينقل الأمانة كما هى للمواطن المصرى لكى تتضح أمامه الصورة الكاملة، ولا ينسَ قضيته الأساسية التى قامت عليها ثورة يناير من محاكمة الفاسدين من رموز النظام السابق الذين نهبوا ثروات مصر، وسخروا كل أدواتها لخدمة أغراضهم الشخصية.









لك أن تعلم أن تلك الصور موجودة ضمن أحراز قضية القصور الرئاسية التى بدأ التحقيق فيها قبل عام، وبدأت أولى جلساتها قبل 4 أيام، لكن أحيطت بالصور السرية الشديدة طيلة الفترة الماضية، ولم يطلع عليها إلا عدد قليل، ولك أن تعلم أيضًا أن فريد الديب، محامى الرئيس الأسبق محمد حسنى مبارك، رفض بالجلسة الأولى للمحاكمة عرض تلك السيديهات، وسخر منها، قائلا: «لست بحاجة إلى مشاهدة السيديهات، وهى لا تحتوى على أى شىء مفيد فى الدعوى، أنا عايز أسطوانة أم كلثوم أفضل من سيديهات القضية».









سخرية الديب ليس محلها فقط التقليل من أهمية القضية، واستعراض قدراته القانونية، لكن أيضًا للتشويش على أحد أهم دلائل اتهام مبارك، وهى صور فيلات شرم الشيخ، ومراحل إنشائها المختلفة، وهى الصور التى بين يديك.. فريد الديب رفض فى الجلسة الأولى مشاهدة مضمون الأحراز لكى لا تظهر تلك الصور أمام الإعلام، وتكون تحت نظر المواطن المصرى البسيط.. فريد الديب رفض مشاهدة الأحراز لكى لا تنفضح حقيقة مبارك، وكيف كان يعيش فى فيلا مجهزة بأعلى مستوى، وتطل على أفضل موقع بالبحر الأحمر، بينما يعيش المواطن المصرى فى العشوائيات، ويموت تحت صخرة الدويقة أو عجلات القطار.









رفض الديب عرض تلك الصور لأنها كانت تكشف للمرة الأولى أين كان يسكن الموظف العام الأول فى بلد تعداده 90 مليونًا، ويعانى من الفقر وضعف التنمية.. تكشف كيف استغل ابن كفر مصيلحة منصبه رئيسًا للجمهورية فى أن ينفق من خزانة الدولة على تجهيز ممتلكاته الخاصة.. تكشف حجم الأعمال الخرسانية الضخمة لتأسيس الفيلات فى شرم الشيخ، خاصة أن الموقع عبارة عن صخور حجرية تتطلب إزالتها وتهيئتها، وتنفيذ أعمال خرسانية بأعلى مواصفات لم نشاهدها فى مبان أو مدارس ومستشفيات الدولة الآيلة للسقوط.









الأغرب أن كل تلك الأعمال الخرسانية أشرف عليها وزير إسكان الدولة وقتها، المهندس إبراهيم سليمان، وإشرافه لم يتمثل فى مشاهدة التصميمات الهندسية، وإجراء تعديلات هندسية، لكن امتد إلى أدق التفاصيل، بداية من رمى الأساس، وإعداد الشاطئ الخاص، ورصف الطرق المؤدية للفيلات، وتجهيز مهبط الطائرات، وإنشاء حمام سباحة على أعلى مستوى يطل على البحر مباشرة، بل المشاركة فى عمليات التشطيب، وتنفيذ الديكورات وفرش الأثاث.









الجديد أن إبراهيم سليمان لم يزر موقع الفيلات مرة واحدة، بل تعددت زياراته على فترات زمنية متقاربة خلال عمليات التنفيذ، ليكون مطلعًا على أدق التفاصيل أولًا بأول، ويطلع عليها رئيس الجمهورية آنذاك حسنى مبارك.. اللافت أن إبراهيم سليمان زار الفيلات خلال عملية التشطيب برفقة سيدة القصر سوزان مبارك، وكانت سوزان تبدى ملاحظاتها المختلفة على أعمال الإنشاء، بينما كان سليمان يدون تلك الملاحظات أولًا بأول ليطبقها وينفذ تعليمات «الهانم».









هذه الصور تدعم تحقيقات النيابة العامة، وما ورد بأمر إحالة مبارك ونجليه إلى محكمة الجنايات، من أنهم استولوا بغير حق 125 مليون جنيه من الميزانية العامة للدولة المخصصة لمراكز الاتصالات بالرئاسة، وأنفقوها على تجهيز وتشطيب الفيلات، وأصدروا تعليمات إلى الموظفين بالرئاسة لتنفيذ الأعمال الإنشائية والتشطيب، وخصم قيمتها وتكلفتها من رصيد الميزانية.









دلالات الصور وفائدتها النوعية أنها تكشف جوهر قضية القصور الرئاسية بأكملها، وتدين مبارك وعائلته، واستغلالهم أموال الدولة، فضلًا على أن الصور تدعم الاتهامات المنسوبة لعائلة مبارك فى ظل الاعتراف الخطير الوارد على لسان المهندس عمرو محمد خضر، السكرتير برئاسة الجمهورية، والذى جاء بأقواله فى التحقيقات أنه كان يتولى تنفيذ كل طلبات مبارك وأسرته، سواء بتشطيب فيلات أو مقرات أو قصور أو شراء أثاث أو أدوات أخرى، ويدفع ثمنها بزيادة نسبة ربح %20، على أن يقوم بعد ذلك بإحضار مقاول من الباطن لإعداد فاتورة حقيقية وتسويتها من مركز الاتصالات برئاسة الجمهورية، بما يعنى أن كل تشطيبات الممتلكات الخاصة لرئيس الجمهورية يتم تجهيزها من ميزانية الدولة، وليس من الحساب الخاص لمبارك، فضلًا على أن عمرو خضر عندما أبلغ جمال عبدالعزيز، سكرتير الرئيس، بأن تلك الوقائع مخالفة للقانون، أبلغه جمال عبدالعزيز بأن يصمت ولا يتحدث فى ذلك الملف مرة ثانية، لأن كل شىء بعلم الرئيس، ولو تكلم سيحبسه. تلك الصور تعد تطوراً جديداً فى قضية القصور الرئاسية وستحرك المياة الراكدة وتغير وجهة النظر التى يروجها فريد الديب محامى مبارك من أنها قضية مفبركة خاصة أن الفيلات تعكس نموذجاً فادحاً للإنفاق ببذخ على تنفيذ وتشطيب الفيلات الخاصة من أموال ميزانية الدولة وهو أمر لا يجب أن يمر دون حساب.







































ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق