الثلاثاء، 14 يونيو 2011

مبارك وأبو غزالة ...بين صفقات السلاح ...وجلسات لوسي آرتين الخاصة

مبارك وأبو غزالة ...بين صفقات السلاح ...وجلسات لوسي آرتين الخاصة
الجمعة 13 مايو -


photo
مبارك وأبو غزالة ...بين صفقات السلاح ...وجلسات لوسي آرتين الخاصة

نفتح الملف الغامض والجارح والمستفز في عهد الرئيس المخلوع
مبارك وأبو غزالة ...بين صفقات السلاح ...وجلسات لوسي آرتين الخاصة
مصير رجال الفاتنة الحسناء ....مبارك يموت بالحسرة في شرم الشيخ ...مبارك أبوغزالة طرد من منصبه ومات بالسرطان ....وزكريا عزمي محبوس ذليل في سجن طرة

لماذا نفتح هذا الملف الآن، رغم أن هناك من مر عليه مرورا خفيفا؟
ثم إن قصة لوسي آرتين الأرملة الأرمينية الجميلة كتبت أكثر من مرة ....وهي الأرملة التي انتهي كل الرجال الذين تقاطعوا مع حياتها نهاية بشعة كان عنوانها الأكبر هو الفضيحة الكاملة والتامة.
من بين هؤلاء الرجال كان الثلاثة الكبار، الأول هو زكريا عزمي الذي أتي بها من بين سهرات وحفلات المجتمع الراقي، لتكون جليسة للرئيس مبارك في جلساته الخاصة، وهي الجلسات التي كان يرفه فيها عن نفسه بعد عناءات أيامه الطويلة في الحكم، وكانت مهمة لوسي تحديدا هي أن تحكي للرئيس مبارك النكت وتحديدا النكت الإباحية، ولأنها لم تكن قادرة علي حفظ النكت، فقد كان زكريا عزمي يكتب لها النكت التي يحصل عليها من أصدقائه، حتي إذا نسيت الحسناء نكتة ما أخرجتها من الورقة لتتذكرها منها.
زكريا عزمي وبعد أن خرجت لوسي آرتين من دائرة السياسة، ظل علي علاقته بلوسي آرتين، فلم يكن الرجل يقطع علاقة ربطته بامرأة، حتي لو كانت العلاقة عابرة، وقد جمعته بها سهرات عامة كثيرة، وكانت لوسي تلجأ له في أزماتها، وكان زكريا لا يتأخر عنها أبدا حتي يثبت لها أنه الرجل القوي في مصر، لكن نهاته كانت مفزعة، فبعد الجاه والسلطان، أصبح حبيس زنزانة في سجن طرة، يعاني من الإذلال الذي يلاقيه كل يوم.
أما مبارك الذي كان يستمتع بوجود لوسي آرتين في مجلسه، فهو الآخر يعاني وبشدة من الحسرة التي تحيط به من كل مكان، وأغلب الظن أن مبارك لو مات فإنه لن يموت بكل الأمراض الكثيرة التي أصابته، بل سيموت من الحسرة علي ملكه الذي ضاع، مبارك كان يحرص علي أن يأتي بالجميلات إلي جلساته الخاصة، بشرط ألا تفصح عما يجري فيها، وكانت لوسي واحدة من جميلات جلسات مبارك.
لكنه وعندما أبدي المشير أبوغزالة إعجابه بها في إحدي الحفلات التي حضرها وكان مبارك موجودا، لم تعد مرغوبة، بل إنها طردت من معية مبارك، فلم يكن الرئيس السابق يريد من أحد أن يشاركه أي أحد حتي لو كان الرجل الثاني في الدولة، ليس بحكم منصبه فقط، ولكن بحكم علاقته بالرئيس مبارك.
المشير أبو غزالة دفع ثمن إعجابه بلوسي آرتين غاليا، فالرجل الذي كان معروفا بالاستقامة الشديدة، والتدين الشديد ارتبط اسمه بلوسي آرتين وبقضية ليست فوق مستوي الشبهات.
والقصة من البداية فجرها النائب كمال خالد المحامي الذي كان نائبا عن دمياط في مجلس الشعب، تقدم خالد باستجواب عن الفساد الأخلاقي لكبار المسئولين بالدولة، ولأن الإتهام بالفساد يحتاج إلي دليل فقد اصطحب كمال خالد معه تسجيلات صوتية لسيدة تم القبض عليها، وجلست في سجن النساء مع عدد من المسئولين الكبار في سلك القضاء والداخلية، وكانت المفاجأة أن صوت المشير أبو غزالة كان ضمن الأصوات التي انسابت عبر جلسة مجلس الشعب.
كانت المكالمة هكذا:
لوسي:إنت تعرف المشكلة بيني وبين زوجي وحصلت علي حكم يلزم أباه بدفع النفقة لكنه استأنف الحكم وهو راجل واصل بفلوسه.
أبو غزالة:هي قضيتك قدام مين من القضاة.
لوسي:أمام قاضي الأحوال الشخصية.
أبو غزالة:والقاضي ده بلده إيه؟
لوسي:السويس.
أبو غزالة:طيب عموما أنا أعرف تحسين شنن اللي كان محافظ السويس وحاكلمه يمكن يعرف حد.
دارت الأمور حتي تعرفت لوسي علي القاضي، وتم القبض عليهما، لتتحول قضية لوسي آرتين إلي فضيحة كاملة، ويصبح أبو غزالة طرفا فيها، رغم أنه ومن واقع الأحداث لم يقدم شيئا له قيمة، فلم يثبت أنه أثر علي القاضي أو طلب منه شيئا للوسي، لكن ورود اسمه في القضية بهذه الطريقة كان كفيلا بأن يقضي عليه.
أخرجه مبارك من منصبه وعينه مساعدا لرئيس الجمهورية، وهو منصب لم يكن له فيه أي اختصاصات، فيما وصف بأنه ليس إلا شلوتا إلي أعلي، وبعد شهور قليلة تقدم أبو غزالة باستقالته من منصبه، ليدخل في عزلة شديدة، لم يخرج منها إلا من خلال أخبار متناثرة عن رغبته في ترشيح نفسه لانتخابات الرئاسة الماضية، لكنه لم يفعل، فقد دخل في نوبات مرضية، انتهت إلي وفاته بالسرطان في الفك.
لكن السؤال الذي لا يزال غامضا ربما حتي الآن، وفي إطار محاولات الكثيرين لتبرئة أبو غزالة من التورط في قضية لوسي آرتين، لدرجة أن الوزير حسب الله الكفراوي صرح لعدد من أصدقائه، بأن المشير أبو غزالة أقسم له علي المصحف بأنه لم يلمس لوسي آرتين من الأساس، وأنه لم يعرف أي امرأة علي زوجته.
السؤال هو:ما الذي جعل لوسي آرتين تلجأ إلي المشير أبو غزالة تحديدا دون غيره، إلا إذا كانت هناك معرفة سابقة بينهما، حدود هذه العلاقة لا يعرفها أحد علي الإطلاق، اللهم إلا لوسي آرتين، وهي موجودة علي قيد الحياة لا تزال، ويمكن أن تفصح عما لديها فيما يخص علاقتها بالمشير، أو تلزم الصمت إلي الأبد....وإن كنت أشك أن لوسي يمكن أن تتحدث من الأساس، فهي موجودة منذ ثورة 25 يناير في أمريكا، ولا أحد يعرف هل يمكن أن تعود إلي مصر أم لا.
وقد يكون ما رواه الكفراوي عن قسم المشير أبو غزالة علي المصحف فيما يخص علاقته بلوسي صحيحا، لكن هل كان المشير نفسه صادقا، الله وحده أعلم.
أعود إلي السؤال الأول، وهو لماذا نفتح هذه الملف مرة أخري والآن، رغم أنه الملف الأكثر حرجا في عهد الرئيس مبارك؟
والإجابة المباشرة تأتي علي جناح ما فعله النائب السابق طلعت السادات الأسبوع الماضي، فقد تقدم طلعت الذي يقدم نفسه الآن علي أنه مؤسس حزب مصر القومي بعد قرار المحكمة الإدارية بحل الحزب الوطني الذي كان سيرأسه، ببلاغ إلي مساعد وزير العدل رئيس جهاز الكسب غير المشروع المستشار عاصم الجوهري ضد وزير الدفاع الأسبق المشير محمد عبد الحليم أبو غزالة.
السادات اتهم أبو غزالة بشكل واضح في بلاغه بأنه ترك لورثته ثروة لا تقل عن أربعة مليارات دولار، وحدد السادات مصدر هذه الثروة بأنها كانت من عمولات شراء وبيع السلاح بما لا يتفق مع دخله ومع ما كان يتقاضاه من راتب من خلال الوظائف التي تقلدها.
وأشار طلعت السادات كذلك في بلاغه إلي أن أبو غزالة كان علي علاقة برجل الأعمال الهارب حسين سالم، وهي العلاقة التي ساعدت علي ذلك، حيث كان سالم شريكا للرئيس مبارك ومفوضه في إتمام عمليات بيع وشراء السلاح، وهي العمليات التي كون منها الثلاث ثروات الطائلة وبالمليارات.
بلاغ طلعت السادات يتسق مع ما ذكره الكفراوي الأسبوع الماضي في برنامج «واحد من الناس» مع عمرو الليثي علي فضائية دريم، فقد ذكر الكفراوي أن مبارك وحسين سالم كانا علي صلة بتجارة السلاح في أوروبا، وحكي أنه سافر ذات مرة إلي إسبانيا في مهمة رسمية أيام كان وزيرا للإسكان، وقابل السفير المصري هناك، وكان وقتها أبوبكر عبد الغفار، وأثناء تناولهما الطعام في أحد المطاعم بمدريد، شاهد الكفراوي سيارة مرسيدس ضخمة، فأشار السفير إليها، وقال له إنها تتبع مكتب تجارة السلاح الخاص بمبارك وحسين سالم، وأن هذا المكتب مستقل ولا يتبع وزارة الدفاع المصرية.
وأكمل حسب الله الكفراوي كلامه، بأنه ذهب إلي مبارك وأخبره بما رآه في مدريد، فضحك مبارك، وعلي الفور أجري اتصالا بالمشير أبو غزاله، وقال له يا محمد الكفراوي هييجي لك يكلمك في موضوع، وبالفعل ذهب الكفراوي للمشير أبو غزالة، وحكي له ما جري في إسبانيا، فأخذ الأمر بتهريج، وسأله عن رقم السيارة، ويفسر الكفراوي ذلك بأن سخرية أبو غزالة كانت دليلاً علي أن المعلومة قديمة جدا، فهو يعرف جيدا أن مبارك له تجارة واسعة في السلاح في كل من أمريكا وأوروبا.
مرة ثانية يوضع اسم أبو غزالة في جملة مفيدة مع مبارك، وإذا كان الكفراوي بحسن نية يفسر سخرية أبوغزالة بأن المعلومة كانت قديمة، وأنه وحده الذي لم يكن يعرفها، فإننا وبسوء نية، نسأل لماذا أحال مبارك الكفراوي علي أبو غزالة تحديدا، وهل كان أبو غزالة شريكا لمبارك في تجارة السلاح، وكان يحصل هو الآخر علي عمولات منها.
لا يمكن أن نجيب علي هذا السؤال الآن، فهناك بلاغ أمام جهاز الكسب غير المشروع، وحتما سيأخذ الجهاز البلاغ علي محمل الجد، كما فعل في البلاغات السابقة، فقد استدعي أبناء المرحوم كمال الشاذلي وقام بالتحقيق معهم في تضخم ثرواتهم، وهو ما يمكن أن يفعله مع أبناء أبو غزالة، الذين يدعي عليهم طلعت السادات أنهم حصلوا من أبيهم علي ثروة تصل إلي أربعة مليارات دولار .
لقد كان أبو غزالة ولا يزال قامة كبيرة في تاريخ الوطن، لكن الرجل في ملفه الكثير مما يقال، وأعتقد أن التحقيق الذي سيجري يمكن أن يبرئه، وهو أمر نتمناه، فليس معقولا أن يكون كل من عمل إلي جوار مبارك كان ملوثا بهذه الطريقة، إننا نبحث عن رجل شريف فلا نجد...لكن من يدري فقد يكون أبو غزالة هو هذا الرجل، من يدري، لكننا سنترك هذا الحكم لما بعد التحقيقات التي حتما ستجري قريبا جدا.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق