الأحد، 9 أكتوبر 2011

حسني مبارك‏..‏ ممثلا؟

حسني مبارك‏..‏ ممثلا؟
بقلم: محمد صالح



في النصف الثاني من خمسينيات القرن الماضي أنتج كمال الشناوي وشقيقه عبد القادر فيلما سينمائيا بعنوان وداع في الفجر تقاسم بطولته كمال الشناوي الذي غادرنا منذ أيام مع الفنانة القديرة شادية والراحل يحيي شاهين وفي هذا الفيلم ظهر حسني مبارك كمعلم أو قائد بالكلية الجوية‏.

حيث اقتضت الأحداث تصوير لقطة بالكلية بناء علي ما ارتآه مخرج الفيلم حسن الإمام, اقترابا من واقعية ما تحكيه الرواية.
وذهب المنتج المنفذ للفيلم ومساعد المخرج الي الكلية ليتفقا علي تصوير المشهد, وكان حسني مبارك هو الذي استقبلهما ورحب بهما وبفكرة التصوير داخل الكلية, وعندما طلبا موعدا مستريحا بعد يومين أو ثلاثة, حتي يأتوا بأحد ممثلي الكومبارس ليلعب دور القائد فقال لهم ولماذا ممثل أنتم تريدون الواقعية, كما تقولون, وانا علي استعداد لأقوم بكل سرور بهذا الدور.. وبذلك تم التصوير فورا في اليوم التالي. ولعب حسني مبارك الدور سعيدا, صورته الكاميرا وهو يحاضر متحدثا لطلبته. وصرف له كمال الشناوي أجره عن اللقطة مثله كأي ممثل ثانوي أو كومبارس وهو ما لم يقله كمال الشناوي في السنين الاخيرة لحكم مبارك بعد أن ضاق الناس به.
عبارة بكل سرور رددها مبارك, يوم ذهب إليه أعضاء مجلس الشعب في منزله برئاسة د. صوفي ابو طالب الرئيس المؤقت يزفون إليه نبأ اختياره لرئاسة الجمهورية بناء علي نتيجة الاستفتاء. فيرد أنني اقبل بكل سرور والحقيقة أنه عاش كرئيس للجمهورية منذ الدقائق الأولي لمصرع السادات كان مناديا متعطشا للسلطة وللرئاسة.
والحقيقة إنه: كان مبارك محبا للتمثيل منذ البداية.. إلا أنه اضطر لأن يعيش كامل حياته ممثلا أمام الشعب منذ أصبح رئيسا, وذلك لأنه كان بلا تاريخ سياسي أو نضالي, ولم تكن له ممارسة سياسية او ثقافية فكرية حزبية حقيقية.. ولذلك كان عليه أن يمثل,. فالمعروف ان معظم رؤساء العالم وملوكهم من يكتبون لهم ويعدون لهم خطبهم وما يتحدثون به لشعوبهم.. ومع ذلك يبدو هؤلاء الرؤساء والملوك وهم يتحدثون وكأنهم هم الذين كتبوا ما يتحدثون عنه أو ينطقون به. والسبب ان ما يوقولونه بعير بالفعل عن أفكارهم وسياساتهم التي يتبنوها.. ولذلك يبدون متدفقين في الحديث بأداء وإنفعال طبيعيين يؤثران بالإقناع والرضا وهكذا كان في مصر الرئيسان جمال عبد الناصر, وأنور السادا ت يرحمهما الله. وهذا هو الحال ايضا في الدول التي يحترم كل من شعوبها ووحكامها الآخر.. نجد الرؤساء عندما يتحدثون يدخلون الي قلوب الشعوب, لأنهم ينطقون بما يعتقدون وما هو نابع من فكر سليم يتوخي العدل والحق ومصلحة الشعوب أما الرئيس المخلوع مبارك. فهو مختلف تماما. فمن يتأمله في كل ما كان يلقيه من خطب يشعر إنه يمثل ولكن بتعثر وافتعال ملحوظ.
ثم ها نحن نشاهده الآن, ممثلا خائبا لا يستثير شفقة أحد وهو ملقي علي ظهره فوق سرير طبي متحرك بين محبسه بالمستشفي والمحكمة وذلك لأن الناس تعلم أنه يؤدي مشهدا تمثيليا دفعوه اليه ليؤثر في الناس, فلربما أحدثوا بهذا المشهد المسف والمقرف فتنة بين أبناء الوطن. ولربما صور لهم الوهم انه ربما يؤثر في قضاة مصر الشوامخ.
ممثل فاشل مفتقد للموهبة والحس الإنساني منذ ظهر في فيلم مخرج الروائع حسن الإمام, وحتي مشهده الاخير بعد الثورة الشعبية المباركة, راقدا فوق سرير لعله يؤثر في الناس, أو يحدث فتنة يشعلها بعض من شاركوه في نهب مصر وتخريبها ؟!

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق