الاثنين، 7 نوفمبر 2011

‮»‬السيدة الأولي‮«..‬تاريخ وطموحات‮..‬ زوجات رؤساء مصر‮.. ‬من محمد نجيب إلي الرئيس المخلوع

‮»‬السيدة الأولي‮«..‬تاريخ وطموحات‮..‬

زوجات رؤساء مصر‮.. ‬من محمد نجيب إلي الرئيس المخلوع




07/11/2011


12:14:07 م




بقلم‮: ‬زكي محمد زكي

صيف‮ ‬1958‮ ‬ـ جمال‮ ‬يقوم بتصوير تحية على الشاطئ فى برج العرب










عاشت مع جمال عبدالناصر ثماني سنوات قبل الثورة،‮ ‬وثمانية عشر عاما بعد قيامها في ‮٣٢ ‬يوليو سنة ‮٢٥٩١. ‬تزوجا في ‮٩٢ ‬يونيو سنة ‮٤٤٩١.. ‬أي أنها عاشت معه ستة وعشرين عاما وثلاثة أشهر‮.‬
تقول السيدة تحية محمد كاظم‮.. ‬أو تحية عبدالناصر‮: »‬لم أفتقد أي شيء بعد رحيله إلا هو‮.. ‬لم تهزني الثمانية عشر عاما إلا أنه زوجي الحبيب‮.. ‬أي لا رئاسة الجمهورية ولاحرم رئيس الجمهورية‮«.. ‬لقد عشت هذه السنين الطويلة قبل رحيل الرئيس‮ (‬لقد اعتدت أن أقول الرئيس لأني أشعر بأني لا أستطيع أن أقول‮ ‬غير الرئيس‮).. ‬كانت مليئة بالمفاجآت،‮ ‬بل كانت كلها مفاجآت وأحداثا،‮ ‬لكنها بالنسبة لي لم تكن صعبة،‮ ‬بل كنت سعيدة مرحة‮.. ‬وفي أصعب المآزق التي كنت أشاهدها كنت أحيانا أضحك من المصيبة التي ربما تحل بي،‮ ‬لكنها والحمدلله كلها مرت علي خير‮«..‬

لكن كيف تعرف جمال عبدالناصر بتحية؟‮.. ‬وكيف تزوجها؟
تقول السيدة تحية‮ »‬حرم الرئيس‮«: ‬كانت عائلتي علي صداقة قديمة مع عائلته،‮ ‬وكان يحضر مع عمه وزوجته التي كانت صديقة لوالدتي،‮ ‬ويقابل شقيقي الثاني،‮ ‬وأحيانا كان يراني ويسلم عليَّ‮.. ‬وعندما أراد أن يتزوج أرسل عمه وزوجته ليخطباني،‮ ‬وكان وقتها برتبة يوزباشي،‮ ‬فقال أخي ـ وكان بعد وفاة أبي يعُد نفسه ولي أمري ـ إن شقيقتي التي تكبرني لم تتزوج بعد،‮ ‬وكان هذا رأي جمال أيضا،‮ ‬وقال‮: ‬إنه لايريد أن يتزوج إلا بعد زواج شقيقتي‮.. ‬إن شاء الله يتم الزواج‮.. ‬وبعد حوالي سنة تزوجت شقيقتي بعدها لم يوافق أخي علي زواجي‮.. ‬لقد كانت تقاليد العائلة أن لي الحق في رفض من لا أريده ولكن ليس لي الحق في أن أتزوج من أريده،‮ ‬وكنت في قرارة نفسي أريد أن أتزوج اليوزباشي جمال عبدالناصر‮.‬
بعد شهور قليلة توفيت والدتي فأصبحت أعيش مع أخي وحيدة إذ كان أخي الثاني في الخارج‮.. ‬وفي يوم زارتنا شقيقتي وقالت‮: ‬إن عم اليوزباشي جمال عبدالناصر وزوجته زاراها وسألا عني،‮ ‬وقالا لها‮: ‬إن‮ »‬جمال‮« ‬يريد الزواج من تحية،‮ ‬وطلبا منها أن تبلغ‮ ‬أخي‮.. ‬فرحب أخي وقال‮: ‬إننا أصدقاء قدماء وأكثر من أقارب،‮ ‬وحدد ميعادا لمقابلتهم،‮ ‬وكان يوم ‮٤١ ‬يناير سنة ‮٤٤٩١.‬
قابلت جمال مع أخي،‮ ‬وتم تحديد الخطوبة ولبس الدبل والمهر وكل مقدمات الزواج بعد أسبوع‮.. ‬وفي يوم ‮١٢ ‬يناير ‮٤٤٩١ ‬أقام أخي حفل عشاء‮.. ‬دعونا أقاربي،‮ ‬وحضر والده وطبعا عمه وزوجته،‮ ‬وألبسني الدبلة وقال لي إنه كتب التاريخ يوم ‮٤١ ‬يناير‮.. ‬وكان يقصد أول يوم أتي لزيارتي‮.‬
قال له أخي‮: ‬إن عقد القران يكون يوم الزفاف بعد إعداد المسكن،‮ ‬علي أن يحضر مرة في الأسبوع بحضور شقيقتي أكبرنا أو بحضوره هو‮.. ‬وطبعا كان وجود أخي في البيت قليلا فكانت شقيقتي تحضر قبل وصوله‮.. ‬وقبل جمال كل ما أملاه عليه أخي،‮ ‬وقد أبدي رغبته في الخروج معي طبعا بصحبة شقيقتي وزوجها فلم يمانع أخي‮. ‬لاحظت أنه لايحب الخروج لنذهب لمكان،‮ ‬مجرد قعدة أو نتمشي في مكان،‮ ‬بل كان يفضل السينما وأحيانا المسرح لاسيما مسرح الريحاني‮.. ‬وكان كل شيء بالنسبة لي جديدا‮.. ‬كان لايضيع وقتا هباء بدون عمل شئ‮.. ‬وكل الخروج كان بالتاكسي‮.. ‬وكنا نجلس في بنوار أو لوج سواء في السينما أو المسرح‮.. ‬بعدها نعود إلي بيتنا ونتناول العشاء سويا‮.‬
‮ ‬بعد خمسة أشهر ونصف تم زفافي لليوزباشي جمال عبدالناصر‮.. ‬يوم ‮٩٢ ‬يونية سنة ‮٤٤٩١.‬
تقول السيدة تحية عبدالناصر‮:‬ ‮»‬بعد سنوات من زواجنا‮.. ‬أذكر كنا علي السفرة وقت الغداء وكل أولادنا موجودون وجاءت ذكري أخي عبدالحميد فقال الرئيس لأولاده وهو يضحك‮: ‬الوحيد في العالم الذي أملي عليّ‮ ‬شروطا وقبلتها هو عبدالحميد كاظم‮.. ‬وضحكنا كلنا‮«‬
في بيت الزوجية
لم أكن رأيت مسكن الزوجية من قبل ولا الفرش أو الجهاز كما يسمونه‮.. ‬وكان في الدور الثالث‮.. ‬صعدنا السلالم حتي الدور الثاني،‮ ‬ثم حملني حتي الدور الثالث‮.. ‬حيث يوجد مسكننا،‮ ‬وكان طابقا بأكمله،‮ ‬وله ثلاثة أبواب‮.. ‬باب علي اليمين وباب علي اليسار وباب علي الصالة‮ .. ‬الأول يوصل لحجرة السفرة،‮ ‬والثاني لحجرة الجلوس،‮ ‬والثالث‮.. ‬وهو باب الصالة في الوسط‮.. ‬وجدنا البيت كله مضاء‮.. ‬مكونا من خمس‮ ‬غرف‮.. ‬أمسك جمال بيدي وأدخلني كل حجرات المنزل لأتفرج عليه‮.. ‬وقد أعجبني كل شيء وكنت في‮ ‬غاية السعادة‮.‬
بدأت حياتي بسعادة مع زوجي الحبيب،‮ ‬وكنا نعيش ببساطة بمرتب جمال‮.. ‬وتركت أخي وثراءه،‮ ‬ولم أفتقد أي شيء حتي التليفون‮.. ‬لم أشعر بأن هناك شيئا ناقصا ونسيته‮.‬
أول مرة خرجت كانت بعد ثلاثة أيام من زواجنا‮.. ‬ذهبنا إلي المصور أرمان لنري بروفة الصور،‮ ‬وكانت اثنتين‮.. ‬قال لي جمال‮: ‬اختاري التي تعجبك‮.. ‬واخترت الصورة التي هي معلقة في صالون منشية البكري مع صور أولادنا الآن‮. ‬وتستطرد السيدة تحية عبدالناصر‮.. ‬تقول‮: ‬قبل جلاء الإنجليز عن مصر وقت المباحثات،‮ ‬كان جمال يحضر العشاء مع بعض الأجانب وكنت أدعي معه ويعتذر عن عدم حضوري،‮ ‬ويقول لي بعد رجوعه البيت‮: ‬إنك كنت مدعوة معي وإعتذرت‮.. ‬وكانت سيدات أجانب من الضيوف وزوجات السفراء يطلبن مقابلتي ويحدد لهن ميعادا لزيارتي وأتعرف عليهن‮.. ‬كنت أجد صعوبة في التحدث باللغة الانجليزية،‮ ‬ففكرت في إتقانها وأحضرت كتبا وبدأت أقرأ كثيرا بمساعدة أستاذة في اللغة الانجليزية،‮ ‬كانت تعلمني الطريقة التي أتقدم بها في اللغة‮.. ‬وكنت مهتمة وأظل أقرأ وأكتب وقت سهر جمال،‮ ‬وكان أحيانا عند رجوعه في ساعة متأخرة يجدني لم أزل مستيقظة‮.. ‬وطبعا كنا نضحك‮.. ‬أما اللغة الفرنسية فكنت قد قضيت بضع سنوات وقت الدراسة أتعلمها،‮ ‬ولم أجد صعوبة في التحدث بها وتقدمت فيها بالقراءة أيضا‮.‬
في صيف سنة ‮٥٥٩١ ‬ـ بعد رجوع الرئيس من مؤتمر باندونج ـ زارته في منزلنا بمنشية البكري سيدة أمريكية تدعي‮ »‬فلوركاولز‮« ‬وهي زوجة صاحب مجلة‮ »‬LOOK ‮« ‬الأمريكية‮ ‬،‮ ‬وكان برفقتها عبدالقادر حاتم،‮ ‬وكان وقتها مديرا للاستعلامات‮.. ‬وبعد انتهاء الزيارة طلبت مقابلتي ورؤية أولادنا وأخذ صورة لنا مع الرئيس،‮ ‬وقد نشرت الصور في مجلات أمريكية منها‮ »‬تايم‮« ‬ومجلات فرنسية‮.. ‬ومازلت أحتفظ بها‮.. ‬وكانت أول صورة تنشر للرئيس مع زوجته وأولاده‮.. ‬وكان عبدالحكيم ـ أصغر أبنائنا ـ يبلغ من العمر وقتها أربعة أشهر‮.‬
في صيف سنة ‮٥٥٩١ ‬ذهبنا إلي الإسكندرية لقضاء الصيف هناك‮.. ‬كان الرئيس يحضر مرات قليلة إلي الإسكندرية ولا يمكث أكثر من يومين أو يوم،‮ ‬ولم يكن حضوره بهدف الاستمتاع بالبحر،‮ ‬فلم أره ذهب إلي الشاطئ أبدا،‮ ‬وكان يحضر ليمضي معنا بعض الوقت‮.‬
وبعد انتهاء الصيف‮.. ‬أي في شهر سبتمبر رجعنا للقاهرة‮.. ‬وحتي هذا الوقت لم أكن قد خرجت مع جمال أبدا بعد قيام الثورة‮.. ‬فلم يكن لديه وقت لنخرج سويا‮.. ‬وكنت أذهب إلي السينما والمسرح الذي أحبه وترافقني إحدي السيدات من أقاربي أو زوجات الضباط‮.. ‬وكان جمال يشجعني علي ذلك،‮ ‬ويظهر عليه الارتياح والسرور عندما يعرف أني خرجت‮.‬
زيارة زوجة‮ ‬تيتو
في ديسمبر سنة ‮٥٥٩١ ‬ـ كما تحكي تحية عبدالناصر ـ حضر الرئيس اليوجوسلافي جوزيف بروز تيتو وزوجته السية‮ »‬يوانكا‮« ‬إلي مصر في زيارة لأول مرة‮.. ‬وكانت السيدات بعد الثورة لا يزلن لا يشتركن في المآدب التي تقام للضيوف،‮ ‬فحضرت السيدة‮ »‬يوانكا‮« ‬لزيارتي مع السيدات المرافقات لها في منزلنا في منشية البكري،‮ ‬وأقمت مأدبة عشاء لهن حضرتها زوجات الوزراء‮.‬
طلبت السيدة قرينة الرئيس تيتو رؤية أولادنا‮.. ‬وهي طيبة جدا ورقيقة وتحب الأطفال،‮ ‬وطلبت رؤية عبدالحكيم وكان عمره أحد عشر شهرا،‮ ‬وحملته بين ذراعيها وقبلته‮..‬
زرتها في قصر القبة بمفردي،‮ ‬وكانت أول ضيفة أزورها في قصر القبة‮.. ‬وأثناء الزيارة دخل الرئيس تيتو الصالون وصافحني وجلس معنا لدقائق‮..‬
‮❊ ‬وعن زيارتها الأولي خارج مصر مع الرئيس عبدالناصر‮.. ‬تقول السيدة تحية‮: ‬سنة ‮٨٥٩١ ‬تمت الوحدة مع سوريا في شهر فبراير‮.. ‬وزاد شغل الرئيس فوق أعبائه وسافر لسوريا ومكث شهرا وبقيت في القاهرة‮.‬
في صيف سنة ‮٨٥٩١ ‬ذهب الرئيس ليوغسلافيا وأصطحبني معه بدعوة من الرئيس تيتو،‮ ‬وبإلحاح في دعوتي والأولاد‮.. ‬سافرنا علي المركب ‮»‬الحرية‮« ‬وكانت أول مرة يصطحبني معه وأسافر إلي الخارج‮.. ‬ذهبت مع الأولاد للإسكندرية ووصلنا للمركب ثم حضر بعدنا،‮ ‬وكان يرافقنا في الرحلة الدكتور محمود فوزي وزير الخارجية ومحمد حسنين هيكل وزوجتاهما‮.‬
عندما وصلنا ميناء دبروفننج كان في استقبالنا الرئيس تيتو والسيدة حرمه‮.. ‬وكنت أول مرة أشاهد استقبالا رسميا أو أكون في مكان رسمي،‮ ‬وكانت الموسيقي تعزف ونقف ثم نسير وأنا بجانب الرئيس،‮ ‬وكان يلتفت بسرعة ويقول لي هامسا أقف أو أمشي أو أتقدم بضع خطوات حتي لا أغلط‮.. ‬ومشيت بتوجيهه همسا ولم أرتبك‮..‬

غادرنا دبروفننج إلي جزيرة بريوني ومكثنا فيها يومين ثم‮ ‬غادرناها بالعربات وكنا ننتقل في بلاد يوغسلافيا الجميلة بلدا بعد آخر‮.. ‬وكانت تحصل لي مواقف أرتبك فيها،‮ ‬وفي البلد الذي نصل إليه أو نبيت فيه يستقبلنا رئيس جمهورية من جمهوريات يوغسلافيا كما هو النظام هناك‮.. ‬وأذكر قبل مغادرتنا بلدا في الصباح قال لي الرئيس‮: ‬سيكون موجودا رئيس الجمهورية الذي لم يكن قد حضر للبلد بعد عند وصولنا‮.. ‬فسلمي عليه‮.. ‬قلت‮: ‬نعم‮.. ‬وعندما نزلنا وكنت بجانبه وجدت واحدا واقفا في وسط الصالة في اللوكاندة لم أره من قبل فسلمت عليه،‮ ‬فنظر لي الرئيس وكان الرئيس تيتو مقبلا وبجانبه رجل آخر لم أره أيضا من قبل،‮ ‬وقال هامسا‮: ‬سلمي علي الرئيس تيتو والذي بجانبه‮.‬
وفي المساء ونحن بمفردنا قال لي‮: ‬لقد قلت لك سلمي علي رئيس الجمهورية فوجدتك صافحت المتردوتيل أولا،‮ ‬وكان الرئيس يضحك وهو يتحدث فقلت له‮: ‬لقد قلت لي إنه يوجد رئيس جمهورية البلد وقد حضر في الصباح فوجدت رجلا لم أره من قبل فقلت في نفسي هذا هو رئيس الجمهورية‮.. ‬وضحك جدا وضحكت وقلت‮: ‬سوف لا أغلط مرة ثانية‮.‬

وتستطرد السيدة تحية عبدالناصر‮: ‬ذات مرة كنا في استراحة القناطر وكنا راجعين للقاهرة في المساء،‮ ‬وكنت أركب العربة مع الأولاد ويركب الرئيس عربته‮.. ‬وكان يفضل أن نسبقه‮.. ‬كنا جالسين في الحديقة وأنتظر دخول العربة‮.. ‬فقلت‮: ‬لقد مضت ست سنوات لم أخرج معك في عربة‮.. ‬فقال لي‮: ‬فلتركبي معي ونرجع سويا،‮ ‬وكان أحد الضباط يقف بجوار عربة الرئيس وعندما رآني قال‮: ‬تفضلي‮ .. ‬ومشي لعربتي وظن أني لم أنتبه لها فوجدني ركبت عربة الرئيس،‮ ‬وظهر عليه الارتباك فقلت للرئيس‮: ‬إنهم مندهشون اليوم فقد مضت ست سنوات لم نخرج سويا في عربة‮.‬

أول عشاء رسمي مع الرئيس
تتذكر السيدة تحية أول عشاء رسمي حضرته مع الرئيس عبدالناصر‮.. ‬كان ذلك بعد سبع سنوات من قيام الثورة‮.. ‬تقول‮: ‬في يونية ‮٩٥٩١ ‬حضرت أول عشاء رسمي مع الرئيس وكان لإمبراطور الحبشة هيلاسلاسي‮.. ‬حضره الوزراء وزوجاتهم والسلك الدبلوماسي‮.‬
وقفت بجوار الرئيس والامبراطور والمدعوون يمرون لمصافحتنا‮.. ‬وبعد انتهاء الاستقبال شعرت بسرعة في دقات قلبي وإغماء،‮ ‬وكنت جالسة بجوار الرئيس والامبراطور‮.. ‬أخبرته بما أشعر به،‮ ‬فقال لي أن أذهب واستريح في حجرة مكتبه‮.. ‬وكنا في قصر القبة‮.. ‬غادرت حفل العشاء وأحضر لي طبيبا وظل هو مع الامبراطور والمدعوين حتي انتهي العشاء‮.. ‬وكنت تحسنت ورجعت لحالتي الطبيعية ورجعنا إلي البيت‮.. ‬وفي اليوم التالي عمل لي فحص طبي،‮ ‬ولم يكن بي أي مرض إلا أنه مجرد انفعال لحضوري في حفل رسمي وأول عشاء لي وكان مع الامبراطور‮.‬

وفي سنة ‮٠٦٩١.. ‬تلقي الرئيس دعوة من الرئيس تيتو،‮ ‬ودعاني والأولاد لنقضي أياما في جزيرة بريوني أثناء إجازة الصيف‮.. ‬وكان الرئيس قد تلقي دعوة مماثلة من ملك اليونان ودعيت معه،‮ ‬وتكررت الدعوة فرتب أن نذهب لليونان في طريقنا لبريوني‮. ‬وسافر كبير الأمناء لليونان قبل سفرنا فأخبره رئيس البروتوكول اليوناني أن العشاء يجب أن يكون بملابس السهرة للرجال والسيدات‮.. ‬رجع كبير الأمناء وأخبر الرئيس فرد وقال‮: ‬سوف لا أرتدي ملابس السهرة أو ألغي السفر لليونان‮.. ‬اتصل كبير الأمناء برئيس البروتوكول في اليونان وأخبره بما قاله الرئيس،‮ ‬فكان الرد أن الملك يرحب بحضور الرئيس جمال عبدالناصر وينتظر زيارته باللبس الذي يريده‮.. ‬المهم أن يزور اليونان‮.‬

أقام ملك اليونان مأدبة عشاء حضرها أعضاء الأسرة المالكة والسلك الدبلوماسي ورئيس الوزراء والوزراء،وكان النظام أن يقف المدعوون علي جانبي البهو الكبير ونمر في الوسط لتحيتنا كما هي عادة الملوك‮.. ‬وقفت الملكة بجوار الرئيس لتتأبط ذراعه وتمشي بجواره فقال لها‮: ‬سأمشي بجوار الملك وأنت تمشين بجوار زوجتي،‮ ‬فسألته الملكة‮: ‬وماذا لو تأبط ذراعك؟ قال لها‮: ‬إني أخجل‮.. ‬فرجعت الملكة ووقفت بجواري وقالت لي بالانجليزية‮: ‬أعطيني يدك أو آخذ يد زوجك ـ ومشينا وسط المدعوين يحيوننا‮.. ‬الرئيس بجانب الملك وأنا بجانب الملكة‮. ‬

عدد القراءات

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق